نشر يوم: في تمام الساعة:

مثمناً دور برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان على دعمهم لمبادرة تحت الطبع

مركز غزة للثقافة والفنون ويوتوبيا ينظمان لقاء مناقشة المجموعة الشعرية " أحجية الخلق " للشاعرة/حنان الحاج أحمد

غزة – محمد الزقزوق :

نظم مركز غزة للثقافة والفنون و التجمع من أجل المعرفة "يوتيوبيا" لقاءً لمناقشة المجموعة الشعرية للشاعرة الواعدة/ حنان الحاج أحمد ضمن "مبادرة تحت الطبع" وبدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان, بحضور ضيف اللقاء الكاتب والروائي محمد نصار ،و عدد من النقاد والكتاب والمهتمين وذلك في قاعة المسحال. بمشاركة عازفة العود الفنانة ريم عنبر وايقاع فارس عنبر بمقطوعات موسيقية .

و قّدم اللقاء الشاعر هشام أبو عساكر بتعريف موجز بالشاعرة الشابة اليافعة التي تبلغ من العمر 18 عاماً و قال أن حنان ذات تجربة شعرية حديثة ولا تمتلك سيرة أدبية كبيرة  وكل نتاجها الأدبي مُنحصر في هذه المجموعة إلا أنها تُبشر بمستقل شاعرة واعدة لديها مستقبل جيد و مشرق فهي زهرة تورق أوراقها كلما كتبت نصاً جديدا و يزداد رحيقها كلما اتسعت التجربة و أخذت من سمن المعرفة ما تريد على حد تعبيره موضحاً في السياق ذات أن حنان كاتبه شغفة و نشيطة و لديها من الطاقة الأدبية و القرائية و المعرفية ما سيدفعها بخطوات ثابتة إلى نضوج تجربتها بشكل سريع .

تلى ذلك كلمة للشاعرة نفسها تحدثت فيها عن تجربتها التي كانت في بداياتها من خلال اعجاب مدرساتها في المدرسة الابتدائية و الاعدادية بمواضيع التعبير التي تقوم بكتابتها ثم كيف أنها بدأت تكتب بطريقة عفوية و غير مقصودة أو مدركة إلى أن قررت بعد مرور فترة من الزمن اطلاع والديها على نتاجها الأدبي الذين بدورهم تلقوا هذه الموهبة باهتمام و رعاية و تشجيع على حد قولها ثم تحدثت عن تجربة الانخراط في فريق يراعات الأدبي التابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي و هو فريق يضم بين جنباته مجموعة من الفتيان و الفتيات  الذين لديهم مواهب كتابة وقالت أن هذه التجربة اتاحت لها فرصة الاحتكاك و القراءة و الاندماج في مناخ أدبي حداثي جيد جدا واعتبرت اولي مشاركتها السابقة مع مركز غزة للثقافة والفنون خلال مبادرة مساءات ابداعية .

و أردفت حنان الحاج أحمد الحديث عن  تجربتها بقراءة نص _سينما _ من مجموعتها الشعرية و نص _ ترتيلة نبيان_ و تلي ذلك مقطوعة موسيقية لعازفة العودة ريم عنبر و عازف الايقاع فارس عنبر .

و قّدم الكاتب محمد نصار مداخلة تناولت المجموعة الشعرية المُقدمة من قبل الكاتبه وتناولها  عدد من الجوانب ذات الصلة بالمجموعة أولها أن لدى الكاتبة على الرغم من حداثة سنها موهبة متأججة و متقدة تُبشّر بكاتبة واعدة لديها غد مشرق، و أضاف أن من يقرأ النص يُمكنه ملاحظة الجانب المعرفي و الفلسفي الذي يدل بطبيعة الحال  على ثقافة وإطلاع جيد لدى الكاتبة الشابة وفي هذا الصدد قال أن النصوص تحمل حسا تمرديا واضحا يشير إلى حالة الرفض التي تعيشها الكاتبة كأى موهوب أو كاتب يريد أن يعيش حياة كأي حياة تليق بإنسان , خاصة في ظل ظروف القطاع المحاصر و الذي يعاني الكثير في مختلف الاتجاهات .

و أكد نصار على ضرورة الانتباه إلى اللغة حيث أن لدى الكاتبة في مجموعتها الشعرية مجموعة من الأخطاء النحوية و الاملائية البسيطة التي لا بد من الانتباه إليها و معالجتها بشكل سريع و العمل على تفاديها .

ثم فُتح المجال أمام الحضور للمداخلة و تقديم الرؤى النقدية و الانطباعات و الاراء المختلفة حول المجموعة الشعرية " أحجية الخلق " .وقال  الشاعر/ رزق بياري أننا امام موهبة يُمكن القول أنها واعدة و ينتظرها الكثير وأنه مع استمرار حالة الحراك الثقافي و الادبي ستستمر غزة بالإبداع و غزارة الانتاج الفني و الثقافي وأضاف في هذا الاطار أن هناك الكثير من الطاقات الفردية التي تحتاج إلى الاهتمام و الرعاية و التوجيه وأننا بلا شك ننتظر من الكاتبة الأفضل حيث أن الشعر لديه عالمه و موسيقاه ولغته و صورة الشعرية و جملة الأدبية التي لا بد من تعلمها .

و قّدم الدكتور علاء الغول في مداخلته التي قال فيها أن حنان تُقدم شيئا جميلا بواسطة مجموعتها إلا أنه يخشى من اختفاء صوتها الشعري مع تتابع الزمن مشير إلى خطورة ظاهرة اندثار الأصوات الشعرية الشابة وقال أن لدى الكاتبة استعراض واضح في تكثيف عدد ورق مجموعتها الشعرية وأنه كان بإمكانها العمل على اختصار هذه المجموعة .

وهنا رد  الفنان المسرحي علي أبو ياسين أن أهمية الابداع تكمن في قوة النص الشعري وليس بعدد الصفحات وكثرة الورق وأن تجارب الشباب تحتاج لرعاية كبيرة وان مشاركتهم في مثل هذه الامسيات يعطيهم الدافع للاستمرار وتطوير قدراتهم.

الفنان والكاتب محمود عفانة اعتبر أن وقوع الشباب في خطأ إلقاء القصائد بدون أخطأ نحوية وارد لكن هذا يحتاج إلى تمرين واستمرار في معالجة النص لتجنب الوقع في الخطأ النحوي لان وجود أي خطأ يضعف النص.

و أكد الروائي  غريب عسقلاني على ضرورة الربط بين النص الأدبي و الحيز الزمني للكاتبة نفسها التي على الرغم من حداثة سنها إلا أنها تُقدم نتاج أدبي جيد و ناضج إلى حد كبير وقال أننا أمام فتاة في أول العمر تختبر الحياة بصور عالية و تحمل روح تمردية على واقع الجمود و القهر و الاحباط و تشعر أن لديها صوت يخالف منظومة الأشياء المعكوسة السائدة و تقول أنا موجودة و تتساءل عن فكرة وجودها أيضا و شكله مشير إلى أن حنان تمتلك أدوات رؤية العالم وهذا الأهم من امتلاك أدوات اللغة التي يُمكن امتلاكها من خلال التدريب و التعلم و الممارسة .

ومن جهته اعتبر الاعلامي أشرف سحويل أن اتاحة الفرصة لمشاركة الشباب هو بمثابة مران وتدريب على فنون الالقاء وتجنب الوقوع في خطأ التجربة الاولى وتجاوز لعثرات ربما تبقى نتيجة عدم مواجهة الجمهور لان الكتابة على الورق دون مشاركة الجمهور وسماع الاخرين يضعف التجربة الشابة ولا ينضجها على الرغم من تجاوز عدد كبير من الشعراء لحالة الخوف من مقابلة الجمهور والاستماع لنقده لكن وجود شاعرة موهوبة اليوم يؤكد أننا امام تجارب شابه تبشر بجيل من الادباء يمتلكون تجارب مبكرة . و أكد سحويل أن مثل هذه اللقاءات ستتواصل بجهود مركز غزة ويوتوبيا حفاظا على مشهد أدبي قادر على النهوض والمواصلة. معبراً عن افتخاره بمشاركة الضيوف من الكتاب والادباء في فعاليات مبادرة تحت الطبع في دورتها الثالثة خلال ثلاثة أعوام، مثمناً دور برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان على دعمهم للمبادرة.

وفي ختام اللقاء قدم مركز غزة للثقافة والفنون ويوتوبيا درعاً تكريمياً للشاعرة الشابه حنان الحاج أحمد تشجيعاً لها بمشاركة الروائي غريب عسقلاني رئيس فرع الاتحاد العام للكتاب والادباء والكاتب محمد نصار عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب ومحمد الزقزوق منسق يوتوبيا وأشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة لثقافة والفنون.

 

مزيد من المواضيع