نشر يوم: في تمام الساعة:

ضمن الدورة الثالثة لمبادرة تحت الطبع بدعم من برنامج الثقافة والفنون مؤسسة عبد المحسن القطان

مركز غزة للثقافة والفنون و يوتوبيا ينظمان اللقاء الأول لمناقشة نص موندراما مسرحية بعنوان " ناطور "

غزة ـ هشام أبو عساكر :

نظم مركز غزة للثقافة والفنون و التجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتوبيا" لقاءً لمناقشة العمل المسرحي "ناطور" للكاتب خالد خماش ضمن "مبادرة تحت الطبع" وبدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان,بحضور ضيف اللقاء الكاتب والقاص غريب عسقلاني ،والكاتب المسرحي خالد خماش و عدد من النقاد والكتاب والمهتمين وذلك في قاعة المسحال. كما قدّمت عازفة العود ريم عنبر مع ضابط الايقاع فارس عنبر مقطوعات موسيقية خلال الامسية.

و عبر أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة عن إصرار المركز ويوتوبيا مواصلة نشاطاتهم ضمن برنامج تحت الطبع الذي يأتي في دورته الثالثة خلال ثلاثة أعوام، كما رحّب بالروائي غريب عسقلاني وبالضيوف وهنّأه بتكريمه الاستحقاقي من الرئيس ومنحه وسام الثقافة. وثمن سحويل دور مؤسسة عبد المحسن القطان على دعمهم للمبادرة و إنجاحها على مدار عامين تكلّلا بالنفع على جيل شاب مبدع لا يرى خلاصه إلا بالثقافة والفنّ والذي يأتي في سياق أهداف مركز غزة للثقافة والفنون.

واستهلت إدارة اللقاء الباحثة روان الصوراني بتعريف المونودراما كأحد أشكال المسرح التجريبي القائمة على ممثل واحد يسرد الحدث One Man Show . وذلك عقب تعريفها بالكاتب المسرحي خالد خماش ومساهماته في المشهد الثقافي وأبرز محطات حياته الأدبية والمسرحية.

وذهب الروائي عسقلاني بالحديث عن تجربة النص المسرحي "ناطور" وحول إذا ما كانت شخوصه المتمثلة بالراعي وراهب الكنيسة والحاخام وإمام المسجد، تمتلك حججها وديباجتها وتلويناتها ليستطيع شخص واحد تقمّصها وأدائها جميعا على خشبة المسرح وفرّق بين الأدب المسرحي كأدب له خصوصيته وثقافته ولغته وبين العرض المسرحي كطقس أدائي بحيث يكون الأدب جزء منه.

وتمنى لو كانت لغة "ناطور" مكتوب باللغة العامية الفصحى المتدرّجة التي كان يسمّيها نجيب محفوظ باللغة الثالثة، ذلك أن "ناطور" اكتسب خصوصية فلسطينية تجمع صراعا فريدا بين أديان ومعتقد وأرض.

أتاحت الصوراني الفرصة لمداخلات من جانب الحضور، فقال الكاتب محمد نصار أن هنالك اختيار موفق في التناول لدى الكاتب مع اختلافه حول مفهوم الترابط الديني وكيف أنه وإن كان في ظاهره مبني على قاعدة المحبة والسلام، فهو كان متناولا كأحد أشكال الصراع الرئيسية في النصّ. ثم أثار إشكالية النصّ الأحادي المونودرامي في إشارة إلى أن العمل كان بإمكانه أن يخرج من هذا الإطار، الإطار المونودرامي.

وسألت في ذات السياق الدكتورة والناقدة سهام أبو العمرين الكاتب خماش عن ما إذا كان نصّه المكتوب مُمسرحاً أم أدبيا محضا؟ وألمحت إلى أنّ النصّ سيكون مجهدا بالنسبة للممثل حين اشتغاله بسبب تلوينات الشخصيات وتعدد مشاربها.

بدوره قال نوّاف أبو عمرة  أن التفاصيل في المسرحية سترهق الأداء وكلاسيكية النصّ ستخون الخشبة، وفضّل لو كان مكتوبا بالعاميّة على الفصحى التامّة.

وأتبعه الدكتور رياض أبو رحمة بتساؤلٍ آخر عن طبيعة تحوّل النص من المونودراما إلى شيء آخر وذلك تبعا للخلفيات الثقافية التي تحملها كل شخصيّة في المسرحية.

الكاتب محمد عفانة أسهب في وصف الرمز في مسرحية "ناطور"، ففي لحظة ما كان الرمز يوظّف الدين لخدمة صراعه مع الآخر، وتحدث عن المونودراما بوصفها عملا أحاديا  يعطي مساحة واسعة للممثل تبعا لذهنيته العالية وقوة لغة جسده في الأداء.

وكان هناك مداخلات كثيرة من الجمهور، حاول ضيف اللقاء الروائي عسقلاني أن يحّل تلك الاشكالية الدائرة عندما قال أن النص هو مفردة أساسية ولكن ليس هو كل المسرح ذلك أن ثمة عناصر إضافية يكتمل بها العمل مثل الاضاءة وزاوية المسرح والاكسسوارات والإيماءات والجسد والسينوغرافيا والموسيقى بحيث يكون للمخرج الدور الأكبر في مسرحة النصّ وإخراجه بشكله الأخير، فهو لا يدرس الإخراج لكي يكون تحت سطوة المؤلّف، مع أن لغة السيناريو هي أحد أبطال المسرح ورافعته الأساسية التي بدونها وبدون كاتبها ليس ثمّة قيمة للإخراج أيضا، وإذن هي عملية تكاملية تقوم على ثنائية تزاوج اللغة مع الأداء.

وفي ختام اللقاء تم دعوة الروائي الكبير غريب عسقلاني ليقدم بدوره درع مركز غزة ويتوبيا للكاتب للكاتب خالد خماش تقديراً لمشاركته ضمن فعاليات مبادرة تحت الطبع

مزيد من المواضيع